الذكاء الاصطناعي في المهنة وتطبيقاته: محاضرة مهنية لجمعية المحاسبين القانونيين قدّمها معالي معن القطامين

مدخل: من أداة مساندة إلى رافعة استراتيجية

أكّد الدكتور القطامين أنّ الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرّد أداة مساندة، بل تحوّل إلى رافعة استراتيجية لرفع الإنتاجية ودقّة التقارير وتقصير دورة اتخاذ القرار. وشدّد على الانتقال من التقارير اللاحقة إلى المراجعة المستمرة عبر تتبّع البيانات لحظيًا، بما يمكّن من رصد الانحرافات فور ظهورها ومعالجتها استباقيًا، ويعزّز ثقة أصحاب المصلحة بالنتائج المالية.

تطبيقات عملية تغيّر وجه المهنة

• أتمتة الأعمال المتكررة: إدخال البيانات والتسويات الدورية لتقليل الوقت المهدور والأخطاء البشرية.
• كشف الشذوذ والمخاطر: خوارزميات ترصد العمليات عالية المخاطر قبل أن تتحوّل إلى مخالفات.
• تحليلات تنبؤية: تحسين دقّة تقديرات السيولة والتدفقات النقدية والالتزامات الضريبية، وقياس أثر تغيّرات الأسعار وسلاسل الإمداد.
• التوليدي في الأعمال: تسريع إعداد السياسات والإجراءات والمراسلات الفنية ومسودات تقارير العملاء، مع بقاء المسؤولية البشرية في المراجعة والاعتماد.

الحوكمة والأخلاقيات

دعا المحاضر إلى تبنّي سياسات شفافة لحوكمة البيانات وحماية الخصوصية، واعتماد سجلات تدقيق لكل تفاعل آلي مع بيانات العملاء، وتوثيق قرارات النماذج بما يضمن الشفافية وإمكانية المراجعة. كما شدّد على ضرورة وضع إطارٍ تنظيمي داخلي لاستخدام النماذج التوليدية يراعي عدم التحيّز ومتطلبات الامتثال.

نقاش تفاعلي وتوصيات

شهدت المحاضرة نقاشًا واسعًا تناول دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في المراجعة الداخلية ومكافحة غسل الأموال والتقارير الضريبية وإفصاحات الاستدامة (ESG)، ومتطلبات التوازن بين سرعة الأتمتة وصرامة الضوابط المهنية. وأسهم الحوار في بلورة توصيات عملية تساعد المكاتب والشركات على تبنّي التقنيات بشكلٍ مسؤول ومتّسق مع أفضل الممارسات العالمية.