ليبيا –
بدعوة من وزير التعليم التقني والفني في الحكومة الليبية، الدكتور فرج خليل سالم، قدّم الدكتور معن القطامين، رئيس مجلس إدارة المنصّة الرقمية لتطوير ريادة الأعمال (EntreViable) ومؤسس منصة "تلاقي"، محاضرة متخصّصة بعنوان “توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم التقني والفني”، عُقدت عن بُعد عبر منصة Zoom، بتنظيم إدارة الموارد البشرية والتدريب بالوزارة بتاريخ 18/11/2025.
الذكاء الاصطناعي محرّك لتحديث منظومة التعليم التقني
طرح الدكتور القطامين رؤية عملية تجعل الذكاء الاصطناعي رافعة مباشرة لتطوير منظومة التعليم التقني والمهني (TVET)، عبر الانتقال من مناهج تقليدية إلى منظومات قائمة على الكفاءات ومتصلة باحتياجات القطاعات الإنتاجية. وأوضح أن أدوات الذكاء الاصطناعي باتت تمكّن من تصميم خطط تدريبية توليدية، وإجراء تقييمات تكيّفية بنتائج لحظية، إضافة إلى توفير محاكاة رقمية للمختبرات تعزّز السلامة والجودة وتخفض التكاليف، بما يضمن مخرجات تعليمية قابلة للقياس ومواءمة أسرع مع متطلبات سوق العمل.
تلاقي: منصة تطبيقيّة تعزز التكامل بين التعليم والقطاع الإنتاجي
وأكد القطامين أن منصة "تلاقي" تمثل البعد التطبيقي لهذه التحولات؛ فهي منصة تشبيك أعمال عربية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تربط المعاهد والكليات التقنية بمزوّدي تقنيات التعليم (EdTech) والقطاع الخاص والشركاء الصناعيين. وتقوم المنصة على مطابقة ذكية، بالعربية والإنجليزية، بين المهارات التي تدرّسها المؤسسات التعليمية والمهارات المطلوبة فعليًا في المصانع والشركات، الأمر الذي يختصر دورة الانتقال من التخطيط إلى التنفيذ، ويعجّل اتفاقيات التدريب التعاوني، ويرفع فرص التوظيف المنتج للخريجين.
خارطة طريق تشمل التجارب الرائدة وحوكمة البيانات
وأشار القطامين إلى أن خارطة الطريق التي قدّمها للوزارة تبدأ بإطلاق تجارب رائدة في تخصصات ذات أولوية، بالتزامن مع برنامج لبناء قدرات المعلّمين في أدوات الذكاء الاصطناعي، وتأسيس منصّة بيانات مهارية تُسهم في مواءمة البرامج التعليمية مع مؤشرات الطلب الحقيقي. كما تشمل الخارطة إطار حوكمة واضح لحماية البيانات وأخلاقيات الاستخدام، فيما تتيح شبكة «تلاقي» بناء شراكات محليّة وإقليمية بسرعة أعلى، بما يفتح قنوات تعاون مع أسواق عربية ودولية، ويعزز استدامة التمويل وجودة التطبيق.
تفاعل واسع ونقاشات حول دمج الذكاء الاصطناعي في TVET
حظيت المحاضرة بتفاعل كبير من مسؤولي الوزارة ومديري المعاهد والكليات التقنية، حيث نوقشت آليات اعتماد الأدوات الذكية في الفصول الدراسية ومواقع التدريب العملي، وكيفية تكاملها مع المناهج الوطنية دون الإخلال بالمعايير. وتم التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يعزز دور المعلم ولا يستبدله، ويحوّل التدريب العملي إلى تجربة أدقّ وأكثر قربًا من بيئات العمل الحقيقية.
أسئلة ونقاشات حول الأولويات والخطوات التنفيذية
واختُتمت الجلسة بفتح باب الأسئلة والنقاش، حيث ركّز الحضور على قضايا التعليم التقني والمهني: من آليات دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في المناهج والورش التطبيقية، وبناء قدرات المعلمين، وأطر حماية البيانات وأخلاقيات الاستخدام، وصولًا إلى الخطوات التنفيذية الأولى لإطلاق تجارب رائدة قابلة للقياس وفق معايير اعتماد واضحة.